الوصف القرآني وعلاقته بالحقائق العلمية
علقة
يبدأ طور العلقة في اليوم الخامس عشر وينتهي في اليوم 23 أو 24 حيث يتكامل بالتدريج ليبدو الجنين على شكل الدودة " العلقة " التي تعيش في الماء . تستغرق عملية التحول من نطفة إلى علقة أكثر من عشرة أيام حتى تلتصق النطفة الأمشاج ( البويضة الملقحة ) بالمشيمة البدائية بواسطة ساق موصلة تصبح فيما بعد الحبل السري . ولهذا استعمل البيان القرآني حرف العطف ( ثم ) الذي يفيد التتابع مع التراخي . يقول تعالى :
" ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً " ( سورة المؤمنون : 14 ) .
وهذه صورة للعلقة في اليوم 23 ...
و العلقة لغوياً لها معاني عدة :
1 - الدودة العلقة التي تعيش في البرك وتمتص دماء الكائنات الأخرى .
وهذا منظر ترسيمي للجنين ( في الأعلى ) وهو يبدو على شكل دودة العلق ( في الأسفل ) ...
2 - شيء متعلق بغيره .
وهذه صورة للجنين وهو متعلق بجدار الرحم عن طريق الحبل السري ...
3 - الدم المتخثر أو المتجمد .
وهذه المعاني جميعاً منطبقة تماماً على واقع الجنين البشري بعد انغراسه في جدار الرحم فهو يبدو على شكل دودة العلق كما أنه متعلق أيضاً بجدار الرحمً عن طريق حبل السرة ، و تنشأ بداخله الأوعية الدموية على شكل شبكة جزر مغلقة معطية إياه مظهر علقة الدم المتجمد .
وطور العلقة إذاً هو الطور الثاني من أطوار المراحل الجنينية وقد ذكر القرآن ذلك في مواضع عديدة .
قال تعالى :
" أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى . ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى . فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى " ( القيامة : 37 - 39 ) .
وقال في سورة سميت بسورة العلق :
" خلق الإنسان من علق " ( العلق : 2 ) .
* وعودة على موضوع الشريط الأولي الذي هو أول ما يخلق في الجنين ومن هذا الشريط تتكون الخلايا الأم وأعضاء وأنسجة الجسم المختلفة .
وهذه صورة للخلايا الأم التي تتشكل منها أنسجة الجسم المختلفة ...
وفي نهاية الأسبوع الثالث يضمر الشريط الأولي ويوضع ما يتبقى منه في المنطقة العصعصية بنهاية ذيل العمود الفقاري مبقياً على بقايا للخلايا الأم في هذه المنطقة.
لذلك نجد أن بعض أورام المنطقة العصعصية والتي تسمى الورم متعدد الأنسجة أو الورم العجائبي Teratoma
والتي يمكنها أن تحوي أنسجة مختلفة ( عضلات ، جلد ، غضروف ، عظم وأحياناً أسنان أيضا ً) بخلاف الأورام التي تنشأ في مناطق أخرى والتي تكون على حساب نسيج واحد محدد .
وهذه صورة للورم متعدد الأنسجة في المنطقة العصعصية ( ذيل العمود الفقاري ) ...
وهذا مصداقاً لقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) كما روى عنه أبو هريرة في مسند الإمام أحمد :
" كل ابن آدم يبلى ويأكله التراب إلا عجب الذنب ، منه خُلق وفيه يُركّب " صدق رسول الله .
ومن هنا فالخلايا التي تشكل أنسجة وأعضاء الجسم توضع في " عجب الذنب " أي العظم العصعصي ومنها يخلق الإنسان .
* وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام :
لماذا تعرض الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لقضية علمية في زمن لم يكن لمخلوق علم بها ؟ ومن أين جاء بهذا العلم لو لم يكن موصولاً بالوحي ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض ؟
وللإجابة على ذلك نقول بأن الله تعالى يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سوف يصل في يوم من الأيام إلى معرفة مراحل الجنين وسوف يتعرف على دور الشريط الأولي ، فألهم خاتم أنبيائه النطق بهذه الحقيقة ليبقى فيها من الشهادات على صدق نبوته ورسالته ما يكون ملائماً لكل زمان وعصر .
المصدر : www.rhma.tk