مقدمة تاريخية
منذ أن لخص أرسطو النظريات السائدة في عصره والمتعلقة بتخلق الجنين ، استمر الجدل بين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم الموجود في ماء الرجل وبين أنصار نظرية الجنين الكامل القزم الذي يتخلق من انعقاد دم الحيض لدى المرأة .
وهذه صورة للجنين الكامل القزم كما تخيله علماء أوربا قبل القرن 18 ...
لقد تصور معظمهم أن الإنسان مختزل في الحبة المنوية فرسم له العلماء صورة وتخيلوا أنه يوجد كاملاً في النطفة المنوية غير أنه ينمو ويكبر في الرحم كالشجرة الصغيرة كما اعتقد بذلك " ليوناردو دافنشي " Leonardo da Vinci في القرن الخامس عشر وكذلك " هارتسوكر " Hartsoeker في القرن السابع عشر .
ولم يتنبّه أحد من الفريقين إلى أن كلاًّ من حوين الرجل وبويضة المرأة يساهمان في تكوين الجنين ، وهو ما قال به العالم الإيطالي " سبالانزاني " Spallanzani سنة 1775م .
وفي عام 1783 تمكن" فان بندن " Van Beneden من إثبات هذه المقولة وهكذا تخلت البشرية عن فكرة الجنين القزم .
كما أثبت " بوفري " Boveri بين عامي 1888 و 1909 بأن الكروموسومات تنقسم وتحمل خصائص وراثية مختلفة ، واستطاع " مورجان " Morgan عام 1912 أن يحدد دور الجينات في الوراثة وأنها موجودة في مناطق خاصة من الكروموسومات .
وهكذا يتجلى لنا أن الإنسانية لم تعرف أن الجنين يتكون من اختلاط نطفة الذكر وبويضة الأنثى إلا في القرن الثامن عشر ، ولم يتأكد لها ذلك إلا في بداية القرن العشرين .
المصدر : www.rhma.tk