الموقف الإسلامي من العلاقات الجنسية
يعطي الإسلام توجيهات عملية مفيدة في جميع شؤون الحياة بما في ذلك العلاقات الجنسية البشرية فالزواج هو القناة الوحيدة التي يسمح فيها بالعلاقة الجنسية بين الجنسين . والعلاقات الجنسية محرمة تماما خارج إطار عقد الزوجية وتستوجب عقوبة دنيوية وعقوبة أخروية . ويشدد الإسلام على الوقاية من الجرائم الاجتماعية وكذلك الأمر بالنسبة للظروف والعوامل التي تساعد على انتشار هذه الجرائم ، وتنص الشريعة الإسلامية على عقوبات شديدة ضد جرائم الجنس كالزنا واللواط والاغتصاب التي ينظر إليها مخالفة للشرائع المتعلقة بالمجتمع والعائلة .
يقول الله تعالى : " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائه جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ، وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين " [ سورة النور : 2 ] .
ويقول تعالى : " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً " [ سورة الإسراء : 32 ] .
ويشدد قانون العقوبات الإسلامي على استقرار وأمن العائلة والحياة الاجتماعية على حساب الحرية الفردية غير المحدودة . ويعتمد في ذلك على التوجيهات والحكمة الإلهية التي تعتبر أحسن طريق لإيجاد المجتمع الآمن والسليم .
ومن أهم معالم الإسلام التي أسسها النبي صلي الله عليه وسلم أنه جعل الطهارة نصف الإيمان ولا غرابة أن يستوجب القرآن الكريم الغسل بعد الحيض والنفاس والاحتلام والجماع بين الزوجين .
ينظر الإسلام إلى العلاقة الجنسية بين الزوجين على أنها لا تهدف إلى التناسل فقط ، بل هي استمتاع فيزيائي وإشباع غريزي . والإسلام وصف الزوجين وشبه كلاً منهما بأنه لباس للآخر .
يقول الله تعالى : " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ، هن لباس لكم وانتم لباس لهن " [ سورة البقرة : 187 ] .
ترتيبات الزواج في الإسلام
يقول الله تعالى :
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً " [ سورة النساء : 1 ] .
ويقول الله تعالى :
" حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللائي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفوراً رحيماً " [ سورة النساء : 23 ] .
والزواج في الإسلام هو حجر الأساس في بناء العائلة وهو بالتالي أساس استقرار المجتمع , والزواج نفسه هو عقد شرعي قانوني بين المرأة والرجل يتعاهدان فيه على الحياة المشتركة وفقاً للشريعة التي يؤمنون بها , وعليهم أن يتذكروا دائما واجبهم نحو الله تعالي وواجبات وحقوق كل منهما تجاه الآخر .
ينظر غير المسلمين إلى الطريقة التي يختار فيها المسلم زوجته على أنها طريقة عتيقة وبما أن الإسلام يؤكد على العفة والحياء فمن الطبيعي ألا تكون هناك أية ضرورة للاختلاط الاجتماعي بين الجنسين ، وخاصة كما في الصورة التي يراها غير المسلمين على أنها طبيعية وليس هناك أية صورة من ضرب المواعيد واللقاءات الخاصة المعتادة عند غير المسلمين قبل عقد الزواج . وإن السلوك الجنسي وجميع الأفعال الجنسية ومقدماتها ليست مشروعة إلا تحت مظلة الزواج الشرعي . وعلي هذا لا يجوز أن تجري أية اختبارات جنسية قبل الزواج . والإخلاص والعفة من الجواهر الأساسية في الحياة الزوجية . ولكل من الرجل والمرأة الحق الكامل في التعبير الحر عن الرغبة والرضا بالزواج من الطرف الآخر ، وكل زواج بالقهر والضغط على أحد الطرفين دون اقتناع أو رضاً فهو أمر مخالف لجميع تعاليم الإسلام .