الجنس والعلاقات الجنسية
يعيش العالم اليوم ثورة جنسية طاغية ، تجاوزت كل الحدود والقيود ، مما جعل القضية تطرح على أنها أبرز إحدى القضايا وأشدها أثراً وخطراً على الكيان البشري برمته . وكتب جيمس رستون James Restone في مجلة New York Times : " إن خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية الأمر أكبر من خطر الطاقة الذرية " . ويلفت المؤرخ Arnold Toynbee النظر إلى أن سيطرة الجنس يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحضارات .
وهذا ما أكده الإسلام من قبل ، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " وما تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء " .
إن تصحيح الواقع الاجتماعي والأخلاقي لا يتحقق بمجرد استهجان القبيح واستنكاره وإنما بتقويم المجتمع وبنائه في كافة مرافقة وشؤونه وفق نظام أخلاقي متناسق ...
ففي نيسان April 1964 أثيرت ضجة كبري عندما وجه ( 140 ) من الأطباء المرموقين السويديين مذكرة إلى الملك والبرلمان السويدي يطلبون فيها اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الفوضى الجنسية التي تهدد حقاً حيوية الأمة وصحتها وطالب الأطباء أن تسن قوانين صارمة ضد الانحلال الجنسي .
وفي أيار Mai من العام نفسه قامت أكثر من ( 2000 ) امرأة إنجليزية بحملة لتنظيف موجات الإذاعة وشاشات التلفزيون من الوحل الذي يلطخها من خلال ما تشيعه من الجنس الرخيص .
وفي سنه 1962 صرح الرئيس جون كينيدي بأن مستقبل أمريكا في خطر ، لأن شبابها مائع منحل غارق في الشهوات لا يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقة وإن من بين كل سبعة شبان يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين ... لأن الشهوات التي غرقوا فيها أفسدت لياقتهم الطبية والنفسية .
الأخلاق والجنس
للأخلاق في نظر الماديين مفاهيم غريبة لا تتفق مع ما تعارف عليه الناس ومع ما جاءت به الأديان بل حتى مع الحس والذوق الفطريين . فتعتبر المذاهب المادية جمعاء الجنس عملية ( بيولوجية ) بحتة لا علاقة لها بالأخلاق ، كما تعتبر أن السياسة هي سياسة بحتة كذلك ولا علاقة لها بالأخلاق .
ويقول فرويد : " إن الإنسان لا يحقق ذاته بغير الإشباع الجنسي ... وكل قيد من دين أو أخلاق أو مجتمع أو تقاليد هو قيد باطل أو مدمر لطاقة الإنسان وهو كبت غير مشروع " .
وجاء في بروتوكولات حكماء صهيون : protocoles des sages de sion
" يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا ... إن فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقي في نظر الشباب شيء مقدس ، ويصبح همة الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه " .