من طرف اللاجئ السياسي هو كل شخص يحثه خوفه من الاضطهاد بسبب أصله العرقى أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية على البقاء خارج وطنه الأم الذى يحمل جنسيته ولا يستطيع- أو لا يريد - بسب ذلك الخوف أن يستظل بحماية ذلك البلد
*******
هكذا عرفت اتفاقية الأمم المتحدة اللاجئ كقاعدة لتحديد هوية أكثر من خمسين مليون لاجئ فى العالم، حسب إحصائية عام 1997، فى زمن التأكيد على حقوق الإنسان
في مصر الآن أكثر من ستة آلاف لاجئ بالإضافة إلى 4000 لاجئ سودانى.. هذا غير أكثر من خمسة ملايين سودانى يعيشون فى القاهرة كمصريين منذ فترة طويلة.. ويرجع نصيب مصر المرتفع من اللاجئين لقانون اللجوء الذى ينص على منح اللجوء فى أول دولة آمنة يصل إليها اللاجئ وفى الطريق من رواندا وبوروندى والسودان والصومال وأثيوبيا وتشاد تعتبر مصر هى أول دولة آمنة.. هذا بخلاف طالبى اللجوء العراقيين منذ بدء حرب الخليج لتحرير الكويت، ثم الاحتلال الأمريكي للعراق
*******
الدخول الى البلاد
هناك من يصل الى مصر بطرق شرعية ويتقدم لمكتب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فى القاهرة وقد يتم اعتباره (لاجئا) ومنهم من يدخل متسللا أو بجوازات سفر مزيفة أو تأشيرات مزيفة يقضون بعدها فترة فى السجن ويقدمون خلالها طلبا للجوء السياسى وعادة يتم قبوله
وحوادث التسلل لمصر ومحاولة الحصول على حق اللجوء السياسى عديدة، وآخرها عندما أعادت سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولى راكبين من الكونغو على الطائرة التى أقلتهما من لاجوس بنيجيريا هربا من الأوضاع فى الكونغو الديمقراطية، وأصيب الراكبان بحالة هياج لدى إبلاغهما بقرار ترحيلهما بعدما تم رفض طلبهما باللجوء السياسى لمصر وعندما حاولا الهرب من المطار تمت مطاردتهما وفى النهاية قيدتهما سلطات الأمن فى مقعديهما بالطائرة التى تأخرت عن موعد إقلاعها ثلاث ساعات
وأغرب حالة تسلل لمصر فكان بطلها رجل إثيوبي وصل إلى الحدود المصرية عقب رحلة استغرقت 155 يوما سيرا على الأقدام واستطاع أن يتسلل لإحدى عربات قطار نقل البضائع وعندما تم القبض عليه اعترض بأنه قد هرب من السجن فى أثيوبيا نظرا لتعرضه للتعذيب وقد تم عرضه حالته على مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين للبت فى حالته
وهناك أيضا أشهر طلبات اللجوء لمصر التى تقدم بها فريق كرة القدم الأثيوبى تحت 17 سنة والذى كان موجودا فى القاهرة عام 1992 لأداء مباراة مع المنتخب القومى المصرى.. وقد رفضت بعثة الفريق بالكامل (35 فردا) الرجوع لإثيوبيا باستثناء خمسة أشخاص
*******
شروط اللجوء
الشرط الرئيسى هو تقديم البراهين والوثائق التى تؤكد صحة ما يزعم - طالب اللجوء - عن أنه ضحية تعذيب واضطهاد فى بلده بسبب آرائه وأفكاره.. وإذا تم قبول الطلب يتعهد اللاجئ بعدم ممارسة أى نشاط سياسى أو ارتكاب أعمال مخالفة للنظام العام للدولة، وفى المقابل تتكفل السلطة بتوفير الحماية الأمنية لمن توافق له على حق اللجوء إليها وتتحمل السلطة نفقات تلك الحماية
أما فى حالة الرؤساء السابقين للدول الأخرى، فإن الجهة التى يمكن من خلالها للرؤساء السابقين أو الشخصيات المهمة أن يحصلوا على حق اللجوء السياسى لمصر فهى المكتب الملحق برئاسة الجمهورية مباشرة والخاص بشئون اللاجئين وهذا المكتب وحده هو المكلف بالنظر فى إصدار قرارات سياسية خاصة بهذه النوعية من الطلبات
*******
ترحيل اللاجئ
فى كل الحالات يتم توفير الحماية الكاملة للاجئ، لكن تسقط صفة اللجوء عن هذا الشخص ويتم ترحيله متى تورط فى جريمة سياسية أو جريمة مخالفة للنظام والأمن العام أو تنظيم أى عمل إرهابى ضد أى دولة، ومن أشهر أمثلة سقوط الصفة عن اللاجئ تلك الواقعة التى حدثت عام 1970 عندما تم ضبط اللاجئ السياسى الأمير إدريس نجل الأمير الراحل عبد الكريم الخطابى وفى حوزته 140 زجاجة ماكس فورت وتم ترحيله على الفور
وعادة لا يتم لجوء الرؤساء فقط، ولكن زوجاتهم وأقاربهم أيضا.. مثل زوجة لومومبا زعيم الثورة فى الكونغو التى لجأت للقاهرة عقب اغتيال زوجها عام 1963 وفتيحة زوجة نكروما زعيم غانا التى لجأت للقاهرة هى وأطفالها فى فبراير 1996 عقب وفاة زوجها
وبالعودة لشروط إقامة اللاجئ السياسى فى مصر.. نجد أن شرط عدم ممارسة أى عمل سياسى هو الشرط الوحيد المطاطى فى قائمة شروط استقرار اللاجئ فى مصر
*******
حماية أمنية
المعروف عن الرئيس الراحل السادات أنه احتضن المعارضة الليبية فى نهاية السبعينات وسمح لها بتشكيل جبهة قومية تعارض نظام القذافى وتهدف لعزله كما سمح لها بإصدار جريدة مستقلة يتم طبعها وتوزيعها فى مصر، كما سمح السادات لأعضاء جبهة البوليساريو بممارسة نفس النشاط من داخل الأراضى المصرية.. لكن الرئيس مبارك تدخل لإيقاف نشاط هؤلاء اللاجئين فى إطار خطته الهادفة لتحسين العلاقات المصرية العربية فى بداية توليه للحكم
وعلى ذكر الحفاظ على حياة اللاجئ فى مصر.. هناك واقعة شهيرة بطلها عبد الخالق محجوب رئيس وزراء السودان السابق الذى كان لاجئا سياسيا فى عهد الرئيس عبد الناصر، فقد طلب من عبدالناصر أن يسمح له بالعودة إلى السودان فقال له عبدالناصر من الأفضل أن تظل فى مصر لفترة فقال له محجوب هل اعتبر هذا التصريح بمثابة احتجاز لى فى مصر وتقييد لحركتى؟.. فسمح له عبدالناصر على الفور بالسفر إلى السودان على طائرته الخاصة، وصدق حدس الرئيس عبدالناصر حيث تم إعدام عبد الخالق محجوب بعد وصوله إلى السودان بأسابيع قليلة
وعن ذكر الحماية تعرض أكثر من لاجئ سياسى لمحاولة اغتيال فى مصر تصدى لها الامن المصري، ومنهم صبحى عبد الحميد رئيس وزراء العراق الأسبق عام 1972، والمحاولة التى تعرض لها عبد الحميد البكوش رئيس وزراء ليبيا عام 1979، وهناك حادث اختطاف المعارض الليبى الشهير عبد الرحمن الكخيا الذى مازال مختفيا حتى الآن
*******
أول حالة لجوء
وكانت أول حالة لجوء سياسى استضافتها مصر عام 1917 فى عهد السلطان حسين كامل وكان اللاجئ أحد أمراء عائلة قيصر روسيا وقد جاء من أقاصى العالم ليطلب اللجوء السياسى لمصر عقب قيام الثورة البلشفية
وبعدها تمت استضافة الملك أحمد زوغو ملك ألبانيا عندما سقط العرش على يد الألمان، فجاء إلى القاهرة وتم الاعتراف به الحاكم الشرعى لبلده، وعمل بالاستيراد والتصدير حتى تم ترحيله عام 1954 بعد تورطه فى مشاكل سياسية، لكن ابنه عاد وطلب اللجوء إلى مصر فى عام 1980 وتم قبول طلبه
وتعتبر مصر مصنع تحويل اللاجئين السياسيين لرؤساء جمهوريات مثلما حدث مع شكرى القوتلى السياسى السورى الذى استقبلته مصر كلاجئ سياسى عام 1950 وعاد لسوريا بعد 4 سنوات رئيسا لها عقب انقلاب عسكرى، وكذلك الرئيس التونسى السابق الحبيب بورقيبة الذى عاش فى مصر فترة طويلة فى الأربعينات قاد خلالها كفاحه ضد الاستعمار حتى عاد إلى تونس رئيسا لها. وكذلك الرئيس اليمنى السابق على ناصر محمد الذى تحول من لاجئ سياسى فى مصر لرئيس جمهورية اليمن الجنوبى
أما صدام حسين فقد عاش فى القاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الناصر وتلقى تعليمه كاملا فى القاهرة حتى عاد للعراق، ومن أشهر اللاجئين السابقين حاكم ليبيا السابق الشيخ السنوسى وشاه إيران الذى طاف بطائرته أكثر من خمس دول طالبا اللجوء إليها، لكن مصر هى الوحيدة التى استضافته
*******
جنسيات غالبة
يعتبر اللاجئون الفلسطينيون هم الأقدم فى مصر إثر جولات الصراع العربى الصهيونى منذ 1984 حتى اليوم، ورغم الاتفاقيات الفلسطينية الصهيونية المتعددة إلا أن العقد الماضى شهد لجوء أعداد غير قليلة بسبب اندلاع صراعات جديدة كان أبرزها اللجوء الفلسطينى الجديد على الحدود الليبية المصرية عقب قرار ليبيا بطرد 130 ألف فلسطينى طردا جماعيا فإذا بهم يعيشون فى مخيمات بالصحراء الغربية.. وتولت مسئولية هؤلاء الفلسطينيين وقتها منظمة(الأونروا) وهى المختصة بشئون اللاجئين الفلسطينيين. وقد أنشئت هذه الجمعية منذ 49 عاما وتقدم خدمات شبه حكومية فى مجالات التعليم والصحة والإغاثة للاجئين الفلسطينيين
وللسودانيين النصيب الأكبر من أعداد اللاجئين فى مصر، وهم أصحاب الدور الأبرز فى العمل السياسى العربى المعارض داخل القاهرة، فمنذ سنين يوجد بالقاهرة بشكل رسمى مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكذلك يوجد فى القاهرة ممثلون لأغلب الأحزاب والحركات السياسية المعارضة للنظام السودانى وعلى رأسهم الصادق المهدى وجماعته أعضاء حزب الأمة
أما اللاجئون اليمنيون فوضعهم يختلف بعض الشىء، فلا نشاط سياسى ولا معلومات كافية عنهم كما أن أعدادهم فى مصر ضئيلة جدا، وأشهرهم هو سعد المريس الذى طلب اللجوء السياسى لمصر عام 1992 حيث كان من العناصر النشطة فى مواجهة دخول الشماليين اليمن الجنوبى، وكان سعد المريس قد دخل مصر بتأشيرة مزورة قادما من إريتريا وتم حبسه فى سجن الخليفة أربعين يوما وتقدم بعدها بطلب للمفوضية التابعة للأمم المتحدة وتم قبول طلبه
*******
حياة كريمة
وعودة لمكتب المفوضية التابعة للأمم المتحدة والتى تعمل – بالاشتراك مع وزارة الخارجية المصرية - على تنسيق أوضاع اللاجئين فى مصر حيث تقدم مرتبا شهريا يكفي اللاجيء لحياة كريمة.. مع وجود الكثير من الاستثناءات والزيادات، وتقدم استشارات مجانية لكل من يرغب فى إدارة مشروع ما أو استثمار أمواله
ويقول المسئول الإعلامى لمكتب المفوضية: يتم قبول اللاجئ الذى قام بنشاط سياسى عسكرى، ليس لأنه معارض للنظام، ولكن لأن عودته يمكن أن تشكل خطرا على حياته نتيجة آرائه السياسية أو معتقداته الدينية أو لأسباب عرقية، قد يكون للسياسة دور لكننا لا نشجع اللاجئ أن يعارض بلده، نقف إلى جواره لأنه قام بهذا الدور فعلا ثم هرب ولا يستطيع العودة. لكن إذا قام بنشاط يضر بأمن الدولة المصرية وطلب ترحيله، فى هذه الحالة كان ما علينا هو أن نوقف توصيله لبلده التى فر منها ونحاول توصيله لبلد آخر، وفى كل الحالات نحترم قانون البلد ونظامها العام
*******
-محمـد رفعـت
*******
هكذا عرفت اتفاقية الأمم المتحدة اللاجئ كقاعدة لتحديد هوية أكثر من خمسين مليون لاجئ فى العالم، حسب إحصائية عام 1997، فى زمن التأكيد على حقوق الإنسان
في مصر الآن أكثر من ستة آلاف لاجئ بالإضافة إلى 4000 لاجئ سودانى.. هذا غير أكثر من خمسة ملايين سودانى يعيشون فى القاهرة كمصريين منذ فترة طويلة.. ويرجع نصيب مصر المرتفع من اللاجئين لقانون اللجوء الذى ينص على منح اللجوء فى أول دولة آمنة يصل إليها اللاجئ وفى الطريق من رواندا وبوروندى والسودان والصومال وأثيوبيا وتشاد تعتبر مصر هى أول دولة آمنة.. هذا بخلاف طالبى اللجوء العراقيين منذ بدء حرب الخليج لتحرير الكويت، ثم الاحتلال الأمريكي للعراق
*******
الدخول الى البلاد
هناك من يصل الى مصر بطرق شرعية ويتقدم لمكتب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فى القاهرة وقد يتم اعتباره (لاجئا) ومنهم من يدخل متسللا أو بجوازات سفر مزيفة أو تأشيرات مزيفة يقضون بعدها فترة فى السجن ويقدمون خلالها طلبا للجوء السياسى وعادة يتم قبوله
وحوادث التسلل لمصر ومحاولة الحصول على حق اللجوء السياسى عديدة، وآخرها عندما أعادت سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولى راكبين من الكونغو على الطائرة التى أقلتهما من لاجوس بنيجيريا هربا من الأوضاع فى الكونغو الديمقراطية، وأصيب الراكبان بحالة هياج لدى إبلاغهما بقرار ترحيلهما بعدما تم رفض طلبهما باللجوء السياسى لمصر وعندما حاولا الهرب من المطار تمت مطاردتهما وفى النهاية قيدتهما سلطات الأمن فى مقعديهما بالطائرة التى تأخرت عن موعد إقلاعها ثلاث ساعات
وأغرب حالة تسلل لمصر فكان بطلها رجل إثيوبي وصل إلى الحدود المصرية عقب رحلة استغرقت 155 يوما سيرا على الأقدام واستطاع أن يتسلل لإحدى عربات قطار نقل البضائع وعندما تم القبض عليه اعترض بأنه قد هرب من السجن فى أثيوبيا نظرا لتعرضه للتعذيب وقد تم عرضه حالته على مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين للبت فى حالته
وهناك أيضا أشهر طلبات اللجوء لمصر التى تقدم بها فريق كرة القدم الأثيوبى تحت 17 سنة والذى كان موجودا فى القاهرة عام 1992 لأداء مباراة مع المنتخب القومى المصرى.. وقد رفضت بعثة الفريق بالكامل (35 فردا) الرجوع لإثيوبيا باستثناء خمسة أشخاص
*******
شروط اللجوء
الشرط الرئيسى هو تقديم البراهين والوثائق التى تؤكد صحة ما يزعم - طالب اللجوء - عن أنه ضحية تعذيب واضطهاد فى بلده بسبب آرائه وأفكاره.. وإذا تم قبول الطلب يتعهد اللاجئ بعدم ممارسة أى نشاط سياسى أو ارتكاب أعمال مخالفة للنظام العام للدولة، وفى المقابل تتكفل السلطة بتوفير الحماية الأمنية لمن توافق له على حق اللجوء إليها وتتحمل السلطة نفقات تلك الحماية
أما فى حالة الرؤساء السابقين للدول الأخرى، فإن الجهة التى يمكن من خلالها للرؤساء السابقين أو الشخصيات المهمة أن يحصلوا على حق اللجوء السياسى لمصر فهى المكتب الملحق برئاسة الجمهورية مباشرة والخاص بشئون اللاجئين وهذا المكتب وحده هو المكلف بالنظر فى إصدار قرارات سياسية خاصة بهذه النوعية من الطلبات
*******
ترحيل اللاجئ
فى كل الحالات يتم توفير الحماية الكاملة للاجئ، لكن تسقط صفة اللجوء عن هذا الشخص ويتم ترحيله متى تورط فى جريمة سياسية أو جريمة مخالفة للنظام والأمن العام أو تنظيم أى عمل إرهابى ضد أى دولة، ومن أشهر أمثلة سقوط الصفة عن اللاجئ تلك الواقعة التى حدثت عام 1970 عندما تم ضبط اللاجئ السياسى الأمير إدريس نجل الأمير الراحل عبد الكريم الخطابى وفى حوزته 140 زجاجة ماكس فورت وتم ترحيله على الفور
وعادة لا يتم لجوء الرؤساء فقط، ولكن زوجاتهم وأقاربهم أيضا.. مثل زوجة لومومبا زعيم الثورة فى الكونغو التى لجأت للقاهرة عقب اغتيال زوجها عام 1963 وفتيحة زوجة نكروما زعيم غانا التى لجأت للقاهرة هى وأطفالها فى فبراير 1996 عقب وفاة زوجها
وبالعودة لشروط إقامة اللاجئ السياسى فى مصر.. نجد أن شرط عدم ممارسة أى عمل سياسى هو الشرط الوحيد المطاطى فى قائمة شروط استقرار اللاجئ فى مصر
*******
حماية أمنية
المعروف عن الرئيس الراحل السادات أنه احتضن المعارضة الليبية فى نهاية السبعينات وسمح لها بتشكيل جبهة قومية تعارض نظام القذافى وتهدف لعزله كما سمح لها بإصدار جريدة مستقلة يتم طبعها وتوزيعها فى مصر، كما سمح السادات لأعضاء جبهة البوليساريو بممارسة نفس النشاط من داخل الأراضى المصرية.. لكن الرئيس مبارك تدخل لإيقاف نشاط هؤلاء اللاجئين فى إطار خطته الهادفة لتحسين العلاقات المصرية العربية فى بداية توليه للحكم
وعلى ذكر الحفاظ على حياة اللاجئ فى مصر.. هناك واقعة شهيرة بطلها عبد الخالق محجوب رئيس وزراء السودان السابق الذى كان لاجئا سياسيا فى عهد الرئيس عبد الناصر، فقد طلب من عبدالناصر أن يسمح له بالعودة إلى السودان فقال له عبدالناصر من الأفضل أن تظل فى مصر لفترة فقال له محجوب هل اعتبر هذا التصريح بمثابة احتجاز لى فى مصر وتقييد لحركتى؟.. فسمح له عبدالناصر على الفور بالسفر إلى السودان على طائرته الخاصة، وصدق حدس الرئيس عبدالناصر حيث تم إعدام عبد الخالق محجوب بعد وصوله إلى السودان بأسابيع قليلة
وعن ذكر الحماية تعرض أكثر من لاجئ سياسى لمحاولة اغتيال فى مصر تصدى لها الامن المصري، ومنهم صبحى عبد الحميد رئيس وزراء العراق الأسبق عام 1972، والمحاولة التى تعرض لها عبد الحميد البكوش رئيس وزراء ليبيا عام 1979، وهناك حادث اختطاف المعارض الليبى الشهير عبد الرحمن الكخيا الذى مازال مختفيا حتى الآن
*******
أول حالة لجوء
وكانت أول حالة لجوء سياسى استضافتها مصر عام 1917 فى عهد السلطان حسين كامل وكان اللاجئ أحد أمراء عائلة قيصر روسيا وقد جاء من أقاصى العالم ليطلب اللجوء السياسى لمصر عقب قيام الثورة البلشفية
وبعدها تمت استضافة الملك أحمد زوغو ملك ألبانيا عندما سقط العرش على يد الألمان، فجاء إلى القاهرة وتم الاعتراف به الحاكم الشرعى لبلده، وعمل بالاستيراد والتصدير حتى تم ترحيله عام 1954 بعد تورطه فى مشاكل سياسية، لكن ابنه عاد وطلب اللجوء إلى مصر فى عام 1980 وتم قبول طلبه
وتعتبر مصر مصنع تحويل اللاجئين السياسيين لرؤساء جمهوريات مثلما حدث مع شكرى القوتلى السياسى السورى الذى استقبلته مصر كلاجئ سياسى عام 1950 وعاد لسوريا بعد 4 سنوات رئيسا لها عقب انقلاب عسكرى، وكذلك الرئيس التونسى السابق الحبيب بورقيبة الذى عاش فى مصر فترة طويلة فى الأربعينات قاد خلالها كفاحه ضد الاستعمار حتى عاد إلى تونس رئيسا لها. وكذلك الرئيس اليمنى السابق على ناصر محمد الذى تحول من لاجئ سياسى فى مصر لرئيس جمهورية اليمن الجنوبى
أما صدام حسين فقد عاش فى القاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الناصر وتلقى تعليمه كاملا فى القاهرة حتى عاد للعراق، ومن أشهر اللاجئين السابقين حاكم ليبيا السابق الشيخ السنوسى وشاه إيران الذى طاف بطائرته أكثر من خمس دول طالبا اللجوء إليها، لكن مصر هى الوحيدة التى استضافته
*******
جنسيات غالبة
يعتبر اللاجئون الفلسطينيون هم الأقدم فى مصر إثر جولات الصراع العربى الصهيونى منذ 1984 حتى اليوم، ورغم الاتفاقيات الفلسطينية الصهيونية المتعددة إلا أن العقد الماضى شهد لجوء أعداد غير قليلة بسبب اندلاع صراعات جديدة كان أبرزها اللجوء الفلسطينى الجديد على الحدود الليبية المصرية عقب قرار ليبيا بطرد 130 ألف فلسطينى طردا جماعيا فإذا بهم يعيشون فى مخيمات بالصحراء الغربية.. وتولت مسئولية هؤلاء الفلسطينيين وقتها منظمة(الأونروا) وهى المختصة بشئون اللاجئين الفلسطينيين. وقد أنشئت هذه الجمعية منذ 49 عاما وتقدم خدمات شبه حكومية فى مجالات التعليم والصحة والإغاثة للاجئين الفلسطينيين
وللسودانيين النصيب الأكبر من أعداد اللاجئين فى مصر، وهم أصحاب الدور الأبرز فى العمل السياسى العربى المعارض داخل القاهرة، فمنذ سنين يوجد بالقاهرة بشكل رسمى مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وكذلك يوجد فى القاهرة ممثلون لأغلب الأحزاب والحركات السياسية المعارضة للنظام السودانى وعلى رأسهم الصادق المهدى وجماعته أعضاء حزب الأمة
أما اللاجئون اليمنيون فوضعهم يختلف بعض الشىء، فلا نشاط سياسى ولا معلومات كافية عنهم كما أن أعدادهم فى مصر ضئيلة جدا، وأشهرهم هو سعد المريس الذى طلب اللجوء السياسى لمصر عام 1992 حيث كان من العناصر النشطة فى مواجهة دخول الشماليين اليمن الجنوبى، وكان سعد المريس قد دخل مصر بتأشيرة مزورة قادما من إريتريا وتم حبسه فى سجن الخليفة أربعين يوما وتقدم بعدها بطلب للمفوضية التابعة للأمم المتحدة وتم قبول طلبه
*******
حياة كريمة
وعودة لمكتب المفوضية التابعة للأمم المتحدة والتى تعمل – بالاشتراك مع وزارة الخارجية المصرية - على تنسيق أوضاع اللاجئين فى مصر حيث تقدم مرتبا شهريا يكفي اللاجيء لحياة كريمة.. مع وجود الكثير من الاستثناءات والزيادات، وتقدم استشارات مجانية لكل من يرغب فى إدارة مشروع ما أو استثمار أمواله
ويقول المسئول الإعلامى لمكتب المفوضية: يتم قبول اللاجئ الذى قام بنشاط سياسى عسكرى، ليس لأنه معارض للنظام، ولكن لأن عودته يمكن أن تشكل خطرا على حياته نتيجة آرائه السياسية أو معتقداته الدينية أو لأسباب عرقية، قد يكون للسياسة دور لكننا لا نشجع اللاجئ أن يعارض بلده، نقف إلى جواره لأنه قام بهذا الدور فعلا ثم هرب ولا يستطيع العودة. لكن إذا قام بنشاط يضر بأمن الدولة المصرية وطلب ترحيله، فى هذه الحالة كان ما علينا هو أن نوقف توصيله لبلده التى فر منها ونحاول توصيله لبلد آخر، وفى كل الحالات نحترم قانون البلد ونظامها العام
*******
-محمـد رفعـت
